قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه سمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالعمل داخل فنزويلا لقمع التدفق غير القانوني للمهاجرين والمخدرات من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، لكنه لم يصل إلى حد القول إنه سيكون لديهم سلطة عزل الرئيس نيكولاس مادورو.
هذه التصريحات هي التعليقات الأكثر توسعية لترامب بشأن قراره بتوسيع سلطة وكالة المخابرات المركزية للقيام باستهداف مميت وتنفيذ عمليات سرية في المنطقة، وهو ما ذكرته شبكة سي إن إن لأول مرة الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر إن الرئيس أبلغ سلطات وكالة المخابرات المركزية في نفس الوقت الذي وقع فيه على توجيه سري يأمر الجيش بالبدء في ضرب عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية في وقت سابق من هذا الصيف.
وربط ترامب التفويض بجهوده في ملاحقة تهريب المخدرات.
وقال ترامب في المكتب البيضاوي: “لدينا الكثير من المخدرات القادمة من فنزويلا، والكثير من المخدرات الفنزويلية تأتي عبر البحر، لذلك يمكنك أن ترى ذلك، لكننا سنوقفها عن طريق البر أيضًا”.
ودون أن يقول إن هدفه هو الإطاحة بمادورو من السلطة، قال ترامب إنه يشعر بأن قادة فنزويلا يشعرون بالضغط.
أعتقد أن فنزويلا تشعر بالحرارة. لكنني أعتقد أن الكثير من البلدان الأخرى تشعر بالحرارة أيضًا. وقال: لن نسمح بتدمير هذا البلد، بلدنا، لأن الآخرين يريدون إسقاط أسوأ ما لديهم، كما تقول، في إشارة إلى ادعائه الكاذب بأن الدول أفرغت سجونها ومصحاتها العقلية لإرسال أشخاص إلى الولايات المتحدة.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من إعلان ترامب أن الجيش الأمريكي شن ضربة أخرى على قارب يُزعم أنه يهرب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص كانوا على متنه. وهذه هي المرة الخامسة على الأقل التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن مثل هذه الضربة، مما أدى إلى تصاعد التوترات مع مادورو، الذي أشار إلى أنه يستعد لإعلان حالة الطوارئ لحماية بلاده في حالة وقوع هجوم من قبل الجيش الأمريكي.
لم يقدم ترامب ولا إدارته أي دليل على أن هذه السفن كانت لتهريب المخدرات، لكنهم قدموا رأيًا قانونيًا سريًا يبرر الضربات المميتة ضد قائمة موسعة من العصابات وتجار المخدرات المشتبه بهم، وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
وعندما سأله الصحفيون يوم الأربعاء عن سبب عدم استخدامه فقط لخفر السواحل لاعتراض شحنات المخدرات، قال ترامب إن الجهود السابقة على مدى الثلاثين عامًا الماضية لوقف تجار المخدرات “كانت غير فعالة على الإطلاق” و”لم تنجح أبدًا” عندما تم القيام بها “بطريقة صحيحة سياسيًا”.
وشكك بعض الديمقراطيين يوم الأربعاء في شرعية هذه التحركات، مشيرين إلى أن الرئيس يتجاوز سلطته، وأشاروا إلى أن الكونجرس لم يفعل الكثير لوقف ذلك. وقال السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش من ولاية فيرمونت لشبكة سي إن إن إن الكونجرس “يتخلى عن مسؤوليته من خلال عدم القيام بالرقابة”.
لقد سألنا، ما هو الأساس القانوني الذي تقومون على أساسه بذلك؟ لا إجابة. لذا فإن ما لدينا هو موقف يتخذ فيه الرئيس التنفيذي قرارًا بنفسه، دون أي رقابة، ودون أي مساءلة بشأن من سيُقتل. وقال: “وهذا ليس وضعا مقبولا”.
كما انتقد السيناتور الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي. لكن آخرين في الحزب الجمهوري دافعوا عن ترامب. وقال السيناتور جيم ريش، كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يوم الأربعاء إن ترامب “يفعل بالضبط ما ينبغي أن يفعله”.
في هذه الأثناء، دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2025 الأسبوع الماضي، إلى دعم أمريكي أكبر لوقف ما وصفته بـ”الحرب” على بلادها من قبل مادورو.
وفي مقابلة مع كريستيان أمانبور من شبكة سي إن إن يوم الأربعاء، ردد ماتشادو صدى إدارة ترامب في وصف مادورو بأنه زعيم “هيكل إجرامي لإرهاب المخدرات” بينما طلب من ترامب المزيد من “المساعدة” في إطاحته من السلطة.
كما استهدفت ضربة عسكرية أمريكية واحدة على الأقل في منطقة البحر الكاريبي خلال الشهرين الماضيين مواطنين كولومبيين على متن قارب غادر كولومبيا، وفقًا لشخصين أطلعهما البنتاغون على الضربات. ويشير الاستهداف المتعمد للكولومبيين، والذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، إلى أن الحملة العسكرية التي تشنها المؤسسة العسكرية الأميركية ضد جماعات تهريب المخدرات المشتبه بها في منطقة البحر الكاريبي هي أوسع نطاقاً مما كان يعتقد من قبل.
تم تحديث هذه القصة بمعلومات إضافية.
