حققت مصر بروزًا قويًا على خريطة السياحة العالمية هذا العام، إلا أن التصنيفات التي حصلت عليها في التصنيفات الدولية تباينت بشكل كبير اعتمادًا على منهجية التقييم والمعايير المستخدمة.
وفي التصنيف السنوي لـUS News & World Report، حققت مصر المركز التاسع الجدير بالثناء عالميًا بين أفضل الدول للسياحة في عام 2025.
يعكس هذا الإنجاز حضورها القوي في الوعي الدولي كوجهة سفر شاملة.
وفي الوقت نفسه، احتفل تقرير منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة بأداء مصر بناءً على الأرقام المؤقتة: ففي الربع الأول من عام 2025، قفزت مصر إلى المركز العاشر عالميًا من حيث الزيادة السنوية في عدد السياح الوافدين، مسجلة نموًا بنسبة 21 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
ومع ذلك، فإن التصنيف الذي أصدرته مجلة CEOWORLD لأفضل وجهات السفر لعام 2025، أثار جدلاً كبيرًا، حيث وضع مصر في المركز 24 المثير للجدل عالميًا، خلف العديد من الدول المنافسة، على الرغم من إحراز الدولة تقدمًا ملموسًا في التصنيفات الإقليمية والعربية.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد – فقد منح تقرير كنسينغتون للسفر الفاخر لعام 2025 حول اتجاهات السفر مصر التصنيف العالمي الرابع كأفضل وجهة للسفر الفردي، مما يؤكد جاذبيتها للمسافرين الأفراد الباحثين عن تجارب فريدة من نوعها.
يوضح هذا الاختلاف الواضح أن مكانة مصر في التصنيفات السياحية ليست ثابتة.
وبدلاً من ذلك، يتأثر بشكل كبير بما إذا كان تقرير معين يركز على الجوانب الثقافية، أو النمو في أعداد الزوار، أو الاتجاهات المتخصصة مثل السفر الفردي.
خبير يفكر في التصنيفات العلمية مقابل التصنيفات غير الدقيقة
وقال إبراهيم عبد الرحمن، كبير منظمي الرحلات السياحية بشركة مصر للسياحة، إن كل تصنيف يخضع لمؤشرات ومعايير مختلفة.
وأوضح أن هذه التصنيفات تنقسم إلى فئتين: الأولى مبنية على أسس ومعايير علمية لا يمكن إنكارها، والثانية، الصادرة عن جهات ومجلات ومنصات معينة، غالبا ما تكون أقل دقة وغير دقيقة في كثير من الأحيان.
ومع ذلك، يُنظر إلى تصنيف US News & World Report على أنه أحد أهم التصنيفات لأنه يعتمد على مزيج من المعايير التي تشمل الثقافة والتراث والجذب السياحي والراحة والبنية التحتية، إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية والإعلامية.
وتستفيد مصر، بتراثها الفرعوني الفريد ومتاحفها وعدد لا يحصى من المواقع الأثرية، من التقييمات الإيجابية عبر القطاعات الثقافية.
وبغض النظر عن ذلك، فإن التمثيل القوي للتراث لا يضمن دائمًا تصنيفًا متقدمًا عند مقارنته بتحديات البنية التحتية أو الرضا الفعلي للزائرين.
وأضاف عبد الرحمن أن حصول مصر على المركز العاشر في الربع الأول من عام 2025 يؤسس لنجاح مؤقت في جذب السياح، ويعد مؤشرا واعدا لقدرة مصر على التغلب على تداعيات الأزمات السابقة أو التقلبات السياحية الإقليمية.
وتوضح الزيادة البالغة 21 بالمائة أن جهود التسويق وتحسينات الخدمة بدأت تؤتي ثمارها.
أما بالنسبة للقوائم الشاملة، مثل تصنيف CEOWORLD، فقد أوضح أن المركز الرابع والعشرين لمصر تحدده عوامل مثل التنوع الجغرافي، وجودة الخدمات، والاستدامة، وتكلفة السفر، وكلها تلعب دورًا مهمًا في التقييم.
وفي حين يظهر هذا التصنيف أن مصر تتقدم على العديد من الدول، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة كبيرة من الوجهات التي تجمع بنجاح بين الحداثة والتجربة السياحية المتكاملة.
ميزة السفر المنفرد والمسار إلى الأمام
وفي التصنيف المحدد للسفر المنفرد، حققت مصر المركز الرابع عالميًا.
وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا يسلط الضوء على الميزة الواضحة لمصر كوجهة جذابة “للمسافرين المنفردين” الباحثين عن تجارب غنية وأمان نسبي وتكاليف مقبولة.
وأشار إلى أن هذا التمييز الفريد يمكن أن يصبح نقطة تسويق قوية لتعزيز قطاع السفر الفردي بشكل كبير.
وشدد على أن البنية التحتية والخدمات تعد من العوامل الحاسمة لتحسين مكانة مصر في قوائم الوجهات الرئيسية.
كما أن هناك حاجة ملحة لتطوير شبكات النقل والمطارات والفنادق، مع تسهيل الحركة الداخلية. وأشار إلى أن التسويق المكثف والموجه الذي يركز على المسافرين المنفردين والرحالة يمكن أن يرفع تصنيف مصر في فئات محددة ويبني سمعة متميزة.
وبالإضافة إلى هذه الخطوات، نصح بعدم إغفال السياحة البيئية، والسياحة الصحية، وسياحة المغامرات، فكلها يمكن أن تزيد من جاذبية مصر في التصنيفات متعددة الأوجه.
يعد الحفاظ على الأداء وزيادة أعداد الزوار بشكل مطرد على مدار العام، مع الحفاظ على هذا الزخم الحالي، أمرًا ضروريًا لضمان تصنيف أعلى في التصنيفات السنوية الرئيسية.
واختتم عبد الرحمن حديثه موضحًا أن مصر يتم تقييمها عبر أطر متعددة: في بعضها تحتل المرتبة التاسعة، وفي أخرى تحتل المرتبة 24.
ومع ذلك، في العديد من الجوانب – وخاصة السفر الفردي – فقد ظهرت كقوة مميزة.
يعتمد نجاح مصر النهائي في ترسيخ مكانتها الأولى في التصنيفات الرئيسية لعام 2025 على قدرتها على المزج الفعال بين تراثها القديم والتحديث المستمر لخدماتها وتجربة الزائر المستدامة.
