وسط أعرق متاحف العالم التي تروي تواريخ متنوعة، يقف المتحف المصري الكبير بكل فخر كمنارة صامتة لحضارة عظيمة منحوتة في حجر الأساس للزمن، وتمتد الآن جذورها إلى المستقبل.
لا تكتفي هذه الأعجوبة المعمارية ببساطة بكونها الأكبر حجمًا؛ فهو يتفوق على المتاحف الأخرى من خلال موقعه وتصميمه وعمق تجربة زواره.
بناءً على تقارير دولية متعددة، يعلن المتحف المصري الكبير عن نفسه كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويمتد على مساحة تتراوح بين 50-120 فدانًا تقريبًا ويضم أكثر من 100000 قطعة أثرية.
يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة، حيث تحكي الأهرامات حكايات الملوك القدماء، ويعمل بمثابة استمرار بصري وتاريخي لهذا المشهد الفرعوني، ويشكل جسرًا بين الماضي والحداثة.
فهو لا يعرض التاريخ كذاكرة بعيدة، بل يقدمه كتجربة حية تعيد تشكيل فهم العالم للحضارات بشكل أساسي.
يعد المتحف المصري الكبير، الذي يطلق عليه اسم “هدية مصر للعالم”، إنجازًا ليس فقط فيما يتعلق بترميم وعرض القطع الأثرية، ولكن أيضًا في إعادة تعريف تجربة المتاحف العالمية.
وينبع تفوقها المعماري من المزايا الاستراتيجية والتجريبية غير المتاحة لأي متحف آخر، مما يجعلها وجهة فريدة من نوعها، وفقا لتقارير صحيفة ديلي صباح وموقع Expeditions.com، تتفوق على المؤسسات الراسخة مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني.
1. أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة
يتفوق GEM على جميع نظيراته الدولية من حيث المفهوم والحجم.
- الأكبر من نوعه: وهو أكبر متحف في العالم مخصص بالكامل لحضارة واحدة، وتحديداً الحضارة المصرية القديمة، والتي تمتد إلى عصور مختلفة (فرعونية، ويونانية، ورومانية).
- المقياس مقارنة بمتحف اللوفر: يمتد المتحف على مساحة ضخمة تبلغ حوالي 500000 متر مربع (120 فدانًا)، وهو ما يقرب من ضعف حجم متحف اللوفر في باريس. تسمح هذه المساحة الهائلة بعرض ضخم لأكثر من 100000 قطعة أثرية.
2. كنوز توت عنخ آمون – معروضة بالكامل لأول مرة
يوفر معرض كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون نقطة جذب لا مثيل لها.
- عرض المجموعة الكاملة: ويعد المتحف المكان الوحيد في العالم الذي يعرض المجموعة الكاملة المكونة من 5398 قطعة أثرية من مقبرة الملك توت عنخ آمون في قاعة عرض واحدة، معروضة بالترتيب الزمني والموضوعي، لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
- قطع حصرية: تتضمن المجموعة ما يقرب من 2000 قطعة لم يتم عرضها علنًا من قبل، مما يوفر للزوار كشفًا علميًا وتاريخيًا فريدًا.
3. التكامل المعماري مع الأهرامات
الموقع الاستراتيجي والتصميم المعماري للمتحف المصري الكبير يعمل على ربط المتحف مباشرة بأعظم آثار الحضارة المصرية:
- موقع بانورامي: يقع المتحف على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، مما يوفر إطلالة بانورامية لا مثيل لها تربط تجربة المتحف مباشرة بالموقع التاريخي الأصلي.
- التصميم الرمزي: تم تصميم واجهته الضخمة من الزجاج والحجر (ارتفاعها 46 مترًا وطولها 600 مترًا) لتكون بمثابة “الهرم الرابع” لهضبة الجيزة، ويتكون من مثلثات هندسية تعكس التصميم الفرعوني القديم.
- الرابط البصري والتاريخي: يشتمل المتحف المصري الكبير على ممشى سياحي بطول 1.27 كيلومترًا يربطه بمنطقة الأهرامات الأثرية، مما يوحد فعليًا مصر القديمة والحديثة.
4. مؤسسة علمية ومركز حفظ محصن عالميًا
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مساحة للعرض – بل هو مركز عالمي للبحث والحفظ، ووضع معيار عالمي جديد للحفاظ على التراث:
- أكبر مركز للحفظ: يضم أكبر مركز ترميم وحفظ في الشرق الأوسط، ومجهز بأحدث المعامل والمعدات لترميم الأخشاب والمعادن والمومياوات، مما يجعله مرجعًا عالميًا في علم المصريات.
- الأمن الرقمي والمادي: المتحف محصن بأنظمة الحماية الأكثر تقدمًا في العالم، بما في ذلك نظام تتبع القطع الأثرية الآلي (RFID)، وكاميرات مراقبة للرؤية الليلية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وأنظمة القياسات الحيوية للتحكم في الوصول إلى المناطق الحساسة.
- المتحف الأخضر الأول: حصل المتحف على شهادة “Edge Advance” الدولية للمباني الخضراء، المعترف بها لتميزها في كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة النظيفة.
5. ساحة سفينة خوفو: أكبر وأقدم قطعة أثرية عضوية
المتحف هو الموطن الدائم لأعظم كنز خشبي تم العثور عليه على الإطلاق، مما يضيف بعدًا فريدًا لتجربة الزائر:
- سفينة خوفو الأولى: يستضيف المتحف المصري الكبير بشكل دائم سفينة خوفو الأولى (مركب الشمس)، وهي أكبر وأقدم قطعة أثرية خشبية عضوية سليمة في تاريخ البشرية (يبلغ طولها 42 مترًا ووزنها 20 طنًا). وتم نقله في عملية هندسية معقدة للغاية في عام 2021.
- المعرض المتكامل: ويضم المتحف ساحة متخصصة ومتحفًا مخصصًا لسفينة خوفو. كما سيتم في نهاية المطاف عرض سفينة خوفو الثانية بعد الانتهاء من ترميمها وإعادة بنائها، مما يوفر للزائر تجربة شاملة للتراث البحري للمصريين القدماء.
