بعد أشهر من التأخير وخيبة الأمل، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة يوم الجمعة.
بدأ آلاف الفلسطينيين السير من جنوب غزة باتجاه مدينة غزة في الشمال. ويسحب الجيش الإسرائيلي قواته بموجب الاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية بين عشية وضحاها.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق في منشور قصير على موقع Truth Social يوم الأربعاء. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار يمثل اختراقاً دبلوماسياً كبيراً لإدارته، إلا أنه يترك الكثير مما يتعين حسمه.
وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل وحماس ستوافقان على الشروط الأخرى التي اقترحها ترامب فيما يتعلق بالمسائل الشائكة حول الشكل الذي ستبدو عليه غزة بعد الحرب.
إليك ما نعرفه عن الصفقة حتى الآن.
وأعلن الرئيس الأمريكي أنباء التوصل إلى اتفاق على منصته “تروث سوشال” يوم الأربعاء، قائلا إن ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح سريع للرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط متفق عليه.
وبعد موافقة الحكومة في وقت متأخر من الليل، قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن وقف إطلاق النار ساري المفعول، وأن قواته بدأت بالانسحاب إلى خط متفق عليه.
وقال كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، الخميس، إن الحركة حصلت على ضمانات من وسطاء أميركيين ودوليين تؤكد أن هذا الاتفاق يعني “انتهاء الحرب إلى الأبد”، وليس وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، كما حدث في مناسبات سابقة.
ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعطى الأمر لقوات الدفاع الإسرائيلية بوقف إطلاق النار.
أفاد شهود عيان أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات جوية وقصفاً مدفعياً على وسط مدينة خانيونس ومدينة غزة، فجر الجمعة. وأظهرت لقطات التقطتها كاميرا رويترز المتمركزة في جنوب إسرائيل أيضا أعمدة كبيرة من الدخان تتصاعد في الهواء في غزة صباح الجمعة.
ومن المتوقع أن يستغرق الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من غزة أقل من 24 ساعة. وستكون هناك أيضًا نافذة مدتها 24 ساعة يمكن خلالها تقديم الالتماسات المعترضة على الصفقة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية. وقال مسؤولان إسرائيليان لشبكة CNN إنه بمجرد إغلاق نافذة الاعتراض هذه، سيكون أمام حماس 72 ساعة للإفراج عن الرهائن.
وقال مصدر إسرائيلي آخر إن الافتراض هو أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن قبل مرور 72 ساعة. وقال ترامب في وقت سابق إنه ينبغي إطلاق سراحهم يوم الاثنين أو الثلاثاء.
وبموجب الخطة، من المقرر إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء معًا، دون أي احتفال. ويجب أيضًا إعادة رفات الرهائن المتوفين خلال تلك الفترة.
ويعتقد أن عشرين رهينة ما زالوا على قيد الحياة، مع وجود مخاوف بالغة على سلامة اثنين منهم. ومات 28 رهينة أخرى. وذكرت شبكة سي إن إن في وقت سابق أن حماس قد لا تتمكن من العثور عليهم جميعا.
وقال أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، إنه سيتم أيضًا إطلاق سراح 250 سجينًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، إلى جانب 1700 آخرين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
لكن مصدرًا إسرائيليًا مطلعًا على الأمر قال يوم الخميس إن فرق التفاوض لا تزال تعمل على قائمة السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم وأن القضية “لم يتم حلها بعد”. وقال المصدر إن أي أسير مدان بالقتل لن يتم إطلاق سراحه إلى الضفة الغربية المحتلة وأن نقله إلى دولة ثالثة لم يتحدد بعد.
قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن مروان البرغوثي، الزعيم السياسي الفلسطيني المسجون في إسرائيل منذ عام 2002، لن يتم إطلاق سراحه.
ولم تتفق الأطراف المتحاربة بعد على النقاط الشائكة الرئيسية التي تم تناولها في خطة ترامب الأكثر شمولاً المكونة من 20 نقطة والتي صدرت الشهر الماضي. وتشمل هذه:
§ نزع السلاح: وتدعو خطة ترامب حماس إلى “الالتزام بالتعايش السلمي” مع إسرائيل وإلقاء أسلحتها. وسيتم منح أعضاء حماس الذين يمتثلون للعفو بموجب الخطة. وكان نزع السلاح منذ فترة طويلة خطا أحمر بالنسبة للجماعة المتشددة.
§ حكم ما بعد الحرب: كما دعت الخطة إلى تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة في غزة، تتألف من “لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية” تتألف من “خبراء فلسطينيين ودوليين مؤهلين” وتشرف عليها “هيئة انتقالية دولية جديدة” تسمى “مجلس السلام”.
وبدا أن ترامب يشير إلى هذا المجلس خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قائلا إن إدارته “تشكل مجلس سلام” للحفاظ على نهاية دائمة للصراع في المنطقة.
لكن لم يعرف بعد من هم الأشخاص الذين سيتم تعيينهم في هذه الهيئات، ولا كيف ستمارس سلطتها على غزة.
– الانسحاب الإسرائيلي: كما دعت خطة ترامب إلى إنشاء “قوة تحقيق الاستقرار الدولية” ليتم نشرها في غزة وتدريب “قوات الشرطة الفلسطينية التي تم فحصها” في غزة. ومع وجود هذه القوة، فمن المتوقع بعد ذلك أن تنسحب قوات الدفاع الإسرائيلية من غزة. ولم توافق إسرائيل بعد على هذه البنود.
¤ الضمانات الأمنية: ولطالما سعت حماس إلى الحصول على ضمانات ملموسة بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بمجرد انتهائها، مشيرة إلى الكيفية التي خرقت بها إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في مارس/آذار. وإذا وافقت حماس على نزع سلاحها فمن المرجح أن تطالب بضمانات أمنية أكثر قوة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل سوف توافق عليها.
وإذا صمد وقف إطلاق النار وانسحبت إسرائيل إلى الخط المتفق عليه في غزة، فقد يتم إطلاق سراح الرهائن يوم الاثنين. ومع ذلك، فإن هذا الجدول الزمني غير مؤكد، وقد يتم الإصدار في وقت أقرب.
وبينما يتم إطلاق سراح مجموعات صغيرة من الرهائن كل أسبوع بموجب اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، أصر ترامب على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة.
وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر إقليمي آخر لشبكة CNN إن المناقشات الموضوعية لم تبدأ بعد بشأن ما سيأتي بعد ذلك بالنسبة لقطاع غزة الذي مزقته الحرب، مع التركيز الحالي على تنفيذ وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وقال المصدر الإقليمي إن المفاوضين في مصر شكلوا هذا الأسبوع لجاناً على مسارات متعددة لمعالجة الخطوات التالية في الخطة الشاملة. وأضاف المصدر أن المناقشات النشطة حول هذه المواضيع ستبدأ بعد المرحلة الأولى من الصفقة.
من المرجح أن يؤدي تنفيذ الإطار الكامل لخطة ترامب إلى إثارة ثورة بين الأعضاء المتشددين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويقول إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، الوزيران اليمينيان المتطرفان، إن خطة ترامب تمثل هزيمة لإسرائيل ويمكن أن تهدد استقرار الحكومة إذا تقدمت خطة السلام.
وفي الوقت نفسه، أخبر ترامب مراسل أكسيوس ومحلل شبكة سي إن إن، باراك رافيد، أنه يعتزم السفر إلى إسرائيل في الأيام المقبلة. وقال: “إنهم يريدون مني أن ألقي كلمة في الكنيست”.
