كشفت الصين النقاب عن نوع جديد من المعدن يسمى “الذهب الصلب الخالص” ــ وهي خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها كأكبر منتج للذهب في العالم ــ مما أثار جدلا حادا في أسواق الذهب والمجوهرات العالمية.
وانقسمت الآراء، إذ يرفض البعض المادة الجديدة باعتبارها حيلة تسويقية صينية خادعة لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب، بينما يصفها آخرون بأنها مجرد إكسسوار للزينة.
ما هو “الذهب الخالص”؟
تدعي الصين أن الذهب الخالص يتميز عن الذهب الصيني المستخدم في المجوهرات التقليدية.
ويتكون الأخير، بحسب الإعلان، من إكسسوارات معدنية مطلية بطبقة من الذهب لا يزيد سمكها عن بضعة ميكرونات، وتفتقر إلى النقاء الحقيقي البالغ 21 أو 24 قيراطا.
غالبًا ما تكون هذه القطع التقليدية مجوفة وخفيفة الوزن، مما يعطي مظهر الحجم دون زيادة محتوى الذهب الأصلي.
سلطت الصين الضوء على أن ذهبها الصلب الخالص الجديد يتمتع بشهادة نقاء بنسبة 99.9 بالمائة (24 قيراطًا) وهو أكثر مقاومة للخدش والتشوه بشكل ملحوظ.
وهذا يجعله مثاليًا لصياغة المجوهرات الراقية الفاخرة والمتطورة المصممة للارتداء اليومي، وهو تحدٍ لا يستطيع الذهب النقي التقليدي الناعم التغلب عليه، وفقًا للمطورين.
الذهب “المزيف”؟
ردًا على هذا الجدل، صرح خبير المجوهرات الذهبية المصري أمير رزق أن هذا “ما يسمى بالذهب الصلب الخالص” هو منتج جديد اخترعته الصين، وبمجرد تجفيفه، يحاكي تمامًا مظهر ولون الذهب الحقيقي.
وأوضح رزق أن هذه المادة الجديدة لا تعتبر ذهبًا فعليًا: “تظل هذه المادة متينة لفترة وتوفر طبقة من الصلابة، لكنها ليست ذهبًا”.
وفي معرض تناوله للتكهنات عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بأن الاختراع الصيني يمكن أن يعطل أسعار الذهب العالمية ويخفضها بشكل كبير، نفى الخبير المخاوف تمامًا.
وأكد رزق أن “كل هذا عبارة عن دعاية تهدف إلى خفض سعر الذهب والتأثير على السوق العالمية”.
وقال إن هذا الذهب الصيني مطلي فقط وليس أصليا، وخلص إلى ضمان الجودة: “الذهب الأكثر موثوقية في العالم هو الذهب المصري، يليه الذهب الإيطالي”. السمة المميزة لمصر معتمدة بنسبة 100 بالمائة
وقال الأمين العام السابق لشعبة الذهب نادي نجيب إن هذا “الذهب الخالص الجديد” ليس ذهبا خالصا بل مادة مصنعة.
وأشار إلى أن الصين لديها أيضا تاريخ في إنتاج الماس المقلد.
وأوضح نجيب أن الذهب المستخرج من الأرض يختلف تماما عن الذهب المصنع، مشيرا إلى أن الأخير ليس له قيمة جوهرية، ولا يعتبر ذهبا، وقد لا يروق للمشترين.
وذكر أن هذه المادة الجديدة تختلف عن “الذهب الصيني” الحالي الذي يباع بالفعل في الأسواق، والذي رفضه باعتباره ليس أكثر من “إكسسوارات صينية”، مؤكدا على مبدأ “ليس كل مطلي باللون الأصفر ذهبا، وليس كل ما يلمع ذهبا”.
وأوضح نجيب أن الذهب الحقيقي له خصائص خاصة ويجب التعرف عليها ودمغها من قبل هيئة المقايسات والموازين الرسمية بعد تحليل شامل لتحديد وزنه بالقيراط.
وأكد أنه في حالة دخول هذا المنتج الصيني إلى الأسواق العربية أو المصرية، فيجب على البائعين مصارحة المستهلكين.
علاوة على ذلك، لن يتمكنوا من إصدار فاتورة رسمية تفيد بأن المنتج ذهب خالص؛ بدلاً من ذلك، يجب أن تدرجه الفاتورة على أنه ذهب مقلد أو إكسسوار لتجنب التداعيات القانونية.
الذهب الصلب الخالص في الصين غير مناسب للاستثمار أو الادخار
أكد نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات لطفي المنيب، أن الندرة هي العامل الذي يضيف قيمة للذهب، باعتباره معدناً طبيعياً ذا مواصفات عالية القيمة.
وأوضح المنيب: “عندما أقول إنني أصنع معدناً بمواصفات مشابهة للذهب – مثل كونه مقاوماً للصدأ وثابت اللون – فيمكن استخدامه كزينة أو مجوهرات، لكنه في النهاية ليس ذهباً؛ إنه يشبه الذهب
وأكد أن هذه المادة الجديدة غير صالحة للادخار أو الاستثمار ولن يكون لها أي تأثير على أسواق الذهب العالمية.
تدعي الصين العديد من المزايا
وقد سلط خبراء المجوهرات الصينيون الضوء على العديد من المزايا الرئيسية لهذا الذهب الخالص الصلب الجديد. وعلى عكس الذهب عيار 18 أو 21 قيراط، يُقال إنه يحافظ على بريقه ولونه بمرور الوقت، ويقاوم التآكل الخارجي والعوامل البيئية.
ينصح المتخصصون المشترين بالبحث عن علامة “AU999″، والشراء من تجار التجزئة ذوي السمعة الطيبة، وتجنب تغيير الحجم بعد الشراء، حيث يُقال إن هذا النوع من الذهب يصعب لحامه.
