اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع إسرائيل بتصدير الأزمات إلى دول أخرى و”محاربة الأشباح” وسط توغلات وضربات جوية مستمرة للقوات الإسرائيلية في جنوب سوريا.
وكان الشرع يتحدث في منتدى الدوحة في قطر يوم السبت، في محادثة مع كبيرة المذيعين الدوليين في شبكة سي إن إن كريستيان أمانبور.
وطالب الرئيس السوري المؤقت مرة أخرى إسرائيل بالموافقة على إعادة اتفاقية منع الاشتباك لعام 1974 التي فصلت القوات السورية والإسرائيلية. وعبرت القوات الإسرائيلية إلى جنوب سوريا قبل عام، مع سقوط نظام الأسد، ولا تزال تحتل المرتفعات الاستراتيجية في جبل الشيخ. وكانت القمة، التي تطل على إسرائيل ولبنان وسوريا، موجودة في منطقة عازلة على مدار الخمسين عامًا الماضية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن قوات الدفاع الإسرائيلية ستبقى في الأماكن التي احتلتها قبل عام إلى أجل غير مسمى.
وأكد الشرع أن سوريا مصرة على احترام اتفاقية 1974 ولن تقبل بمنطقة عازلة بديلة. وقال: «نطالب إسرائيل بالعودة إلى خطوط ما قبل الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 2024»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تشارك في المفاوضات.
وقال إن محاولات مراجعة الاتفاق “سترسلنا إلى مكان خطير وخطير”.
وتساءل: “من سيحمي هذه المنطقة العازلة أو هذه المنطقة منزوعة السلاح إذا لم يكن الجيش السوري أو القوات السورية متواجدة هناك؟”.
وقال الشرع: “لقد عانت سوريا من انتهاكات واسعة النطاق لأجوائنا، وتعرضنا لأكثر من 1000 غارة جوية وأكثر من 400 توغل” منذ الثورة قبل عام.
وقتل 13 شخصا على الأقل خلال غارة عسكرية إسرائيلية في جنوب سوريا أواخر الشهر الماضي.
ودخلت قوات الشرع المتمردة العاصمة السورية في ديسمبر الماضي، مما أجبر الرئيس بشار الأسد على الفرار.
وكرر الشرع أن حكومته ستحاسب المتورطين في الانتهاكات التي وقعت في وقت سابق من هذا العام في المنطقة الساحلية السورية، عندما قُتل المئات من الأقلية العلوية. وكان العديد من العلويين يدعمون نظام الأسد.
وأضاف أنه على الرغم من الفظائع التي ارتكبت في ذلك الوقت، فإن سوريا كانت دولة قانون، وتعزيز سيادة القانون هو السبيل لضمان حقوق جميع الأقليات.
وفيما يتعلق بالانتخابات، قال الشرع إن ولايته الحالية ستكون لأربع سنوات أخرى، على أن تتم صياغة الدستور وبناء المؤسسات. وأضاف أنه في تلك المرحلة ستجرى الانتخابات. وشابت الانتخابات البرلمانية غير المباشرة، التي أُجريت في أكتوبر/تشرين الأول، مخاوف بشأن تمثيل المرأة والأقليات. ولم يتمكن سوى جزء صغير من السكان من التصويت.
كما أخبر الشرع المنتدى أنه التقى بأعضاء في الكونغرس الأمريكي خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى واشنطن للدفع من أجل إلغاء قانون قيصر، الذي يستمر في فرض بعض العقوبات على سوريا ولكن تم التنازل عنه مؤخراً لمدة 180 يوماً أخرى.
وقال: “كان هناك تفاهم عظيم، وأعتقد أننا وصلنا إلى نسبة 95%”.
وأضاف أن الوضع الاقتصادي في سوريا يستقر ويشهد أولى مؤشرات النمو الاقتصادي.
هناك استثمارات كبيرة في سوريا، ويرجع ذلك أساسًا إلى التمويل من المملكة العربية السعودية وقطر، ومع المشاركة المتزايدة من شركات الطاقة والبناء الأجنبية.
وقال الشرع: “كان الناس يحصلون على ساعة ونصف من الكهرباء يوميا، والآن وصلنا إلى 12 إلى 14 ساعة يوميا، ونأمل أن نحقق هذا العام الاكتفاء الذاتي من الكهرباء”.
