لم يتوقع إبراهيم رضا، الطالب المتفوق والمتفوق على فصله في السنة الثانية من المدرسة الثانوية، أن تنتهي فترة ما بعد الظهيرة العادية من جلسة الرياضيات إلى إخراج حياته عن مسارها.
وكان يقف خارج منزل زميله في منطقة كعبيش بفيصل بالجيزة، ينتظر وصول المعلم، عندما شاهد صاحب منزل يعتدي على أحد زملائه ويخنقه بسبب خلاف قديم بين زملائه وامرأة سودانية تسكن في المبنى المقابل.
وأشار إلى أن الشاب البالغ من العمر 15 عاما حاول التدخل لفض الشجار. وفي لحظة، أخرج الرجل سكينًا وطعن رضا في ذراعه اليسرى، قبل أن يهرع ابن أخيه نحو رضا ويطعنه مرة أخرى في ظهره.
وما بدأ كمحاولة لوقف القتال انتهى بالدماء والصراخ، بحسب شهود عيان ووالدة الضحية.
اليوم، يجلس رضا في غرفته، بالكاد يتكلم. يمرر أصابعه على الغرز، ويسأل والدته في كل مرة: “ماذا فعلت لأستحق كل هذا؟”
والدته شيماء صلاح، أخصائية تنمية مهارات التواصل وعلاج التوحد، في حيرة من أمرها بين الغضب والخوف.
ترفع قميصه الممزق، وتشير إلى بقع الدم التي لم يتم غسلها بعد، وتقول: “هذا القميص شاهد على ما حدث، إلى اللحظة التي كان من الممكن أن أفقد فيها ابني”.
منذ وقت مبكر، كان رضا مختلفًا عن أقرانه.
تروي والدته، بابتسامة قصيرة تخفي مرارة عميقة، “ابني الآن في السنة الثانية من المدرسة الثانوية، وكان الأول على البلاد في المرحلة الإعدادية بمعدل 280 من 280. وفي السنة الأولى من المدرسة الثانوية كان أيضا الأول على مدرسته”.
كان يحب الرياضة بقدر حبه للكتب، يقول صلاح، وهي تفتح هاتفها لتنظر إلى صوره القديمة: “بسبب تفوقه في السباحة، أصبح مدربًا مبتدئًا في الأكاديمية التي تدرب فيها، رغم أنه كان لا يزال طفلاً”.
وأضافت أن وقته كله كان يقضيه بين المدرسة والنادي؛ لم يكن متورطا في أي مشاكل أو معارك.
ولكن القدر كان له خطط أخرى، كما تقول والدته، والتي تنطوي على العنف الذي تسلل من حيث لم يتوقع أحد،
وكان من المفترض أن يشارك رضا يوم الأربعاء قبل الماضي في بطولة السباحة على مستوى محافظة الجيزة.
لقد اعتذر عن الدرس مع مدرس الرياضيات، الذي كان يعطيه جلسة في منزل زميل بالقرب من منزله.
قالت الأم قبل أن تتنهد: “وافقت المعلمة بسبب البطولة، وفي نفس اليوم اندلع شجار بين بعض الطلاب وامرأة سودانية تسكن في المبنى المقابل لمكان التدريس”.
وكان رضا واقفاً في الطابق السفلي ينتظر المعلم عندما رأى صاحب المبنى الذي تعيش فيه المرأة السودانية يمسك صديقه عبد الرحمن من رقبته ويخنقه.
فقالت أمه: قال له ابني: عيب عليك يا عم، دعه وشأنه.
لكن الرجل لم يستمع. وبدلاً من ذلك أخرج سكينًا وطعنه في يده اليسرى. وأوضحت الأم بحزن: “وفي ثانية، جاء ابن أخي ومعه قاطعة صناديق وطعن ابني في ظهره”.
“سمعت طرقًا قويًا على الباب. يقول صلاح وهو يروي المشهد والدموع تنهمر من عيني: “فتحته فوجدت ابني ملابسه مضرجة بالدماء ويده مجروحة بشدة”.
وتضيف: “نقلته بسرعة إلى مستشفى الهرم العام، وقام الأطباء بخياطة الجروح في مرفقه وظهره”. قالوا لي: الحمد لله، الضربة لم تصب منطقة حيوية
وبعد حصوله على الإسعافات الأولية، توجه صلاح إلى قسم شرطة الهرم لتقديم محضر رسمي: “أخبرت الضابط بكل ما حدث، وعرضت عليه التقرير الطبي، وطالبت بحقوقي وفق القانون، لأن ابني لم يفعل أي خطأ”.
توضح الأم أن الرجل الذي هاجم ابنها لم يكن يعرفه شخصياً، لكنه كان يحمل ضغينة طويلة الأمد ضد الطلاب الذين حضروا جلسات التدريس: “الرجل الذي طعن ابني كان غاضباً من جميع الطلاب لأنه قبل أسبوع كان هناك شجار بينهم وبين امرأة سودانية تعيش في مبناه”.
ويقول صلاح، وهو يحاول حبس دموعها: “ابني لم يكن موجوداً في ذلك الوقت؛ لقد كان طفلاً”. كان في مسابقة السباحة. ولكن عندما عاد ذهب إلى جلسته كعادته. وبمجرد أن رآه الرجل واقفاً خارج المبنى مع أصدقائه، ظن أنهم جزء من نفس المجموعة التي تسببت في المشكلة، فأمسك صديقه من رقبته، وعندما حاول ابني التدخل طعنه بسكين.
“لقد عوقب ابني بسبب خطأ شخص آخر. لم يكن يعرف الشخص الذي فعل هذا، ولم يسبق له أن رآه من قبل.
وتقول إن كل شيء في المنزل تغير منذ يوم الحادثة، ويقول صلاح وهو ينظر إليه وهو نائم في الغرفة المجاورة: “ابني صامت طوال الوقت، لا يضحك، ولم يعد يلتقي بأصدقائه”.
“يظل يسألني: أمي، ماذا فعلت لأستحق كل هذا؟” كنت فقط أدافع عن صديقي».
وقالت إنها حاولت إقناع ابنها بالعودة إلى المدرسة أو حتى إلى النادي، لكنه رفض: “يقول لي: لا أريد أن أرى الناس؛ لا أريد أن أرى الناس”. في كل مرة أخرج أشعر بالخوف
تصف الأم ابنها بأنه يعيش في «غرفة صمت»، لا يخرج منها إلا ليلاً، ويجلس في الشرفة يراقب السيارات تمر، وكأنه يحاول فهم ما حدث له.
وتكثف قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة جهودها للقبض على مرتكبي الحادث. وتوجهت قوة من قسم شرطة الهرم لمعاينة كاميرات المراقبة وإجراء التحقيقات اللازمة ومقابلة شهود العيان.
كما تم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
ترجمة منقحة من المصري اليوم
