صرح السفير حسام عيسى، مبعوث مصر السابق إلى السودان، أن الحرب دخلت “مرحلة حاسمة” ستشكل بشكل أساسي مستقبل الصراع.
وأوضح عيسى، في برنامج “عن قرب مع أمل الحناوي” على قناة القاهرة الإخبارية، أن السودان منقسم حاليا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن الجيش يحتفظ بالسيطرة على المناطق الشرقية والشمالية وممر النيل والمراكز الحضرية الكبرى مثل الخرطوم وود مدني، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور.
وأضاف عيسى أن الصراع يتركز الآن في منطقة كردفان التي تشكل منطقة عازلة استراتيجية بين مناطق نفوذ القوتين. وأشار السفير إلى أن “أي طرف يؤمن كردفان سوف يغتنم زمام المبادرة، وتكون له اليد العليا في تهديد موقف الطرف الآخر”.
دخل الصراع مرحلة حرجة بعد سقوط الفاشر في أكتوبر 2025، مما ترك قوات الدعم السريع تسيطر على جميع أنحاء دارفور تقريبًا. ومنذ ذلك الحين، تحول الزخم نحو منطقة كردفان الاستراتيجية، حيث تدور معارك ضارية للسيطرة على حقول النفط في هجليج والمقرات العسكرية الرئيسية.
وتواصل القوات المسلحة السودانية سيطرتها على المناطق الشمالية والشرقية من قاعدتها الإدارية في بورتسودان، لكن الخطوط الأمامية أصبحت متقلبة بشكل متزايد حيث ينشر الجانبان أسلحة متقدمة، بما في ذلك طائرات بدون طيار بعيدة المدى، في صراع عالي المخاطر من أجل المبادرة الوطنية.
وعلى الصعيد الإنساني، أصبح السودان الآن موقعاً لأخطر أزمة حماية في العالم، مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص وتأكد المجاعة في عدة مناطق، بما في ذلك دارفور وأجزاء من كردفان.
تعرض التقارير الأخيرة الصادرة في ديسمبر/كانون الأول 2025 تفاصيل الفظائع واسعة النطاق، بما في ذلك العنف الجنسي المنهجي والإعدامات بإجراءات موجزة، والتي أثارت إدانة عاجلة من الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى التي تبذلها “الرباعية” (الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) لتأمين هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، فإن وقف إطلاق النار الدائم يظل بعيد المنال مع استمرار الجهات الخارجية في تأجيج الصراع بالأسلحة.
