أعلنت وزارة المالية في مصر عن نيتها إصدار سندات التجزئة المصممة خصيصًا للأفراد ، بهدف تزويد المواطنين بأدوات توفير جديدة.
كشف نائب وزير المالية أحمد كوجوك ، ذلك خلال مشاركته في مؤتمر هيئة التنظيم المالي ، مؤكداً أن هذه الخطوة تسعى إلى إشراك مواطنين في إدارة الموارد المالية للدولة واستثمارها بشكل أكثر فعالية.
الأدوات الجديدة المخطط لها للسنة المالية الحالية
في وقت سابق ، خلال اجتماع مع المستثمرين في لندن ، كشفت كوجوك عن خطة الحكومة لإطلاق سوكوك (السندات الإسلامية) التي تركز على مصر باوند إلى جانب هذه السندات التي تركز على الفردية خلال السنة المالية الحالية.
وأوضح أن هذه الأدوات الجديدة ستعزز السيولة في السوق المحلية وتقدم بدائل مدخرات مبتكرة للمواطنين ، وبالتالي تعزيز قدرة الدولة على التمويل المحلي.
ما هي سندات البيع بالتجزئة؟
سندات البيع بالتجزئة هي أداة ديون حكومية مصممة لتمويل ميزانية الدولة.
إنها في متناول كل من الأفراد والمؤسسات وتتميز بفترة استحقاق محددة وعائد منتظم يُعرف باسم “كوبون”.
بالتوازي مع التوسع في أدوات الديون المحلية ، تخطط مصر أيضًا لإصدار أربعة مليارات دولار في السندات الدولية في عام 2025. وهذا جزء من استراتيجية لتنويع مصادر التمويل وإعادة هيكلة الاقتصاد.
وفقًا لـ Bloomberg ، تهدف هذه الخطوة إلى تغطية فجوة التمويل الخارجي البالغة 11 مليار دولار للعام المالي الحالي.
رؤية اقتصادية وطنية جديدة
وتعليقًا على هذه الخطوة ، صرح الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريعات ، أحمد أبو علي ، أن نهج الحكومة لإصدار سندات التجزئة يعكس تحولًا نوعيًا في أدوات إدارة الديون العامة.
وأوضح أن هذه الخطوة تمثل حملة وطنية لزيادة استخدام المدخرات المحلية إلى الحد الأقصى وتقليل الاعتماد على الاقتراض الخارجي ، خاصة بالنظر إلى الظروف المالية العالمية المعقدة.
أخبر أبو علي الماسري اليوم أن العرض الأوسع لأدوات الديون المحلية يساهم في تقليل التعرض لتقلبات السوق العالمية وتقلب أسعار الصرف ، مما يعزز مبدأ “التمويل من الداخل”.
وأكد أن المواطنين سيصبحون شركاء مباشرين في تمويل خطط التنمية ، والتي ستعزز شعورًا أكبر بالمسؤولية ويعزز العلاقة بين المواطنين والدولة.
ملاذ آمن وسط التضخم
سلط أبو علي الضوء على التوقيت الحاسم “لإصدار سندات التجزئة هذه ، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتحرك البنك المركزي نحو تشديد السياسة النقدية.
وأشار إلى أن تقديم هذه السندات مع عائدات تنافسية يوفر بدائل آمنة للمواطنين للحفاظ على قيمة مدخراتهم ، مع تحويل السيولة بعيدًا عن القطاعات غير المنتجة أو المضاربة.
كما أشار إلى أن دمج سندات البيع بالتجزئة في النظام الإيكولوجي fintech سيمثل قفزة نوعية في معدلات المشاركة ، وخاصة بين الشباب.
أكد أبو علي على أهمية جعل هذه السندات متاحة من خلال المحافظ الإلكترونية والتطبيقات المصرفية الرقمية “لتبسيط عمليات الشراء والاستفسار والتداول ، مما يجعلها أكثر ودودة لأولئك الذين لا يعرفون الأدوات المالية التقليدية.
رسالة ثقة في الاقتصاد المصري
مما يؤكد أن الإصدار الناجح لسندات البيع بالتجزئة يرسل رسالة مطمئنة إلى كل من المستثمرين والمواطنين ، أكد الباحث الاقتصادي أن هذا يعكس الثقة في قدرة الاقتصاد المصري على تعبئة موارده الداخلية.
وأكد أن هذه السندات ستسهم في توسيع قاعدة المستثمرين المحليين وتعزيز السوق الثانوية لأدوات الديون العامة.
وخلص أبو علي إلى قوله إن توفير آلية لإعادة البيع أو الفداء المبكر سيزيد من جاذبية السندات ، مما يمنح المستثمرين مرونة أكبر في إدارة مدخراتهم.
ودعا إلى حملة التوعية على نطاق واسع إلى تثقيف المواطنين حول فوائد هذه السندات وإجراءات الاشتراك والعائدات المتوقعة.
تدابير لمعالجة نقص العملات الأجنبية
اتخذت الحكومة عدة خطوات مهمة لمعالجة أزمة نقص العملات الأجنبية.
ويشمل ذلك توقيع صفقة استثمارية كبيرة بقيمة 35 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة ، إلى جانب انحراف ما يقرب من 40 في المائة من الجنيه المصري.
عززت هذه التدابير قدرة البلاد على تأمين التمويل الدولي من المؤسسات الكبرى ، وخاصة الصندوق النقدي الدولي.