أبيدجان، ساحل العاج ا ف ب ​
فتحت مراكز الاقتراع في ساحل العاج، السبت، أبوابها لانتخاب زعيم جديد فيما يسعى الرئيس الحسن واتارا، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، لولاية رابعة بعد منع متنافسين رئيسيين من التنافس.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها بعد وقت قصير من الساعة 0800 بتوقيت جرينتش بعد تأخيرات أولية. وسجل نحو 8.7 مليون شخص أسماءهم للتصويت. ولم تتجاوز نسبة المشاركة إلا قليلا 50% في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين.
وتعد هذه الانتخابات أحدث مثال على استمرار الرجال المسنين في تولي السلطة في أفريقيا، التي تضم أصغر سكان العالم سنا. ولا يزال في السلطة رئيس الكاميرون بول بيا (92 عاما) ويوري موسيفيني في أوغندا (81 عاما) وتيودورو مباسوجو في غينيا الاستوائية (83 عاما).
يتنافس خمسة مرشحين على أعلى منصب في ساحل العاج، لكن الكثيرين يرون أن واتارا، زعيم أكبر منتج للكاكاو في العالم، البالغ من العمر 83 عاما، سيحتفظ بمقعده. وفي حالة فوزه، فإن ذلك سيمتد حكمه إلى ما يقرب من عقدين من الزمن. ويمتلك حزب واتارا، تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام، أغلبية المقاعد في البرلمان بحصوله على 169 مقعدًا من أصل 255.
وأشرف واتارا على إعادة البناء الاقتصادي للبلاد منذ الحرب الأهلية، وحقق معدل نمو سنوي قدره 6% مدعوما بطفرة الكاكاو. ومع ذلك، لا يزال 37.5% من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعيشون في فقر، كما أن فرص العمل نادرة بالنسبة للشباب.
وشابت الفترة التي سبقت الانتخابات احتجاجات ضد استبعاد المرشحين الرئيسيين الذين يمكن أن يشكلوا تحديا لطموح واتارا. ولم تشمل القائمة النهائية للمرشحين المسجلين تيجان ثيام، المدير التنفيذي السابق لبنك كريدي سويس، ولوران جباجبو، المرشح السابق الذي لا يزال يحتفظ بدعم قسم كبير من قاعدة الناخبين.
ونزل أنصارهم إلى الشوارع، وتم اعتقال عدة مئات من الأشخاص وسجن العشرات. وقد أثار ذلك شبح الأزمات الانتخابية السابقة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 3000 شخص في عامي 2010 و2011 ونحو 100 شخص في عام 2020.
كما فرضت الحكومة قيودًا على تجمعات الأشخاص باستثناء الأحزاب الخمسة المتنافسة في الانتخابات، ونشرت أكثر من 40 ألف رجل أمن في جميع أنحاء البلاد.
ونفى واتارا شن حملة قمع على المعارضة.
وقد اجتذب واتارا قدرا أقل من التدقيق من المجتمع الدولي ومن فرنسا الشريكة منذ فترة طويلة والدولة الاستعمارية السابقة.
وقال سيفيرين ياو كوامي، أستاذ الأبحاث في جامعة بواكي في البلاد: “إن السياق الجيوسياسي مناسب له”.
وقال كوامي إن المجتمع الدولي والشريك القديم فرنسا والحاكم الاستعماري السابق لديهما حاليا أولويات أخرى.
المرشحين
ويتنافس أربعة مرشحين على واتارا، من بينهم سيمون جباجبو، السيدة الأولى السابقة، وجان لويس مليار، وزير التجارة السابق في عهد واتارا. لقد وعدوا جميعًا بالوظائف والسياسات الزراعية الجديدة. وقال محللون إن أيا من المرشحين الأربعة الآخرين ليس لديه أي فرصة قوية للفوز.
وفي حشده الأخير في أبيدجان يوم الخميس، قال واتارا لمؤيديه: “لقد كان النمو هائلا، ولكننا بحاجة إلى الاستمرار”.
وكان نائب المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، وقد جعله استثمار واتارا في القطاع العام والبنية التحتية محبوبا لدى مؤيديه.
وسيبدأ فرز الأصوات فور إغلاق صناديق الاقتراع، ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية في غضون 48 ساعة.
