القاهرة، 30 نوفمبر (مينا) – قال المندوب الدائم لمصر لدى جامعة الدول العربية محمد سمير إن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني يجب أن تتجاوز التعبير عن التضامن إلى عمل ملموس.
وشدد على ضرورة توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية وجهود الضم الفعلي، وضمان احترام القانون الإنساني الدولي، وإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة، ودعم جهود إعادة الإعمار في غزة لاستعادة الظروف المعيشية الكريمة.
وقال سمير، في كلمته أمام الجامعة العربية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الأحد، إن المناسبة تحمل أهمية سياسية وأخلاقية عميقة. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تظل جرحا مفتوحا في الضمير الإنساني وشهادة على فشل المجتمع الدولي في دعم الحقوق غير القابلة للتصرف لشعب ما زال محروما من تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر من أنه في حين أن الكارثة الإنسانية في غزة قد جذبت الاهتمام العالمي بسبب حجم الدمار والمعاناة التي لا تطاق، فإن المأساة الفلسطينية الأوسع تمتد إلى ما هو أبعد من القطاع.
وأشار إلى أنه في الضفة الغربية والقدس الشرقية، تستمر الممارسات التي تصل إلى حد الضم الصامت التدريجي والممنهج من خلال توسيع حدود المستوطنات، والنمو المطرد للنشاط الاستيطاني، وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية، وإصدار تصاريح بناء جديدة داخلها. وقال إن هذه الإجراءات تفتت الأراضي الفلسطينية وتقوض أسس دولة مستقلة قابلة للحياة، وهي تحدث مع القليل من اهتمام وسائل الإعلام العالمية وتصبح راسخة كأمر واقع.
وشدد سمير على أن تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني أصبح أكثر أهمية، مشددا على أن الفلسطينيين بحاجة إلى تأكيد واضح على أن قضيتهم لا تزال حية في الضمير العالمي وأن المجتمع الدولي يعترف بعدالة نضالهم.
ودعا المجتمع الدولي إلى توظيف كافة الأدوات القانونية والسياسية المتاحة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، والامتثال لالتزاماتها الدولية، وتهيئة الظروف اللازمة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد مجددا دعم مصر الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفضها القاطع للإجراءات الأحادية التي تنتهك القانون الدولي وتقوض حل الدولتين. وجدد موقف مصر الثابت ضد أي تهجير قسري ووصفه بالخط الأحمر.
وشدد سمير على دور مصر السياسي في تثبيت وقف إطلاق النار واحتواء التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام، إلى جانب دعمها الإنساني من خلال استمرار توصيل المساعدات الإغاثية والطبية واستقبال الجرحى الفلسطينيين وتسهيل العمليات الإنسانية.
وأشار إلى أن مصر تعمل على عقد مؤتمر “الإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة” في أقرب وقت ممكن لحشد الدعم الدولي لإعادة البناء واستعادة الظروف المعيشية الكريمة لسكان غزة. (مينا)
