برشلونة/القاهرة، 28 نوفمبر (مينا) – اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إسرائيل يوم الجمعة بتصعيد العمليات العسكرية في غزة في محاولة لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إن القيود المستمرة على المساعدات الإنسانية تؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل.
وفي كلمته أمام المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة بإسبانيا، قال أبو الغيط إن إسرائيل لا تزال تمنع دخول الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك المواد الأساسية اللازمة للتعافي المبكر ودعم النظام الصحي المنهك في غزة.
وقال إن الفلسطينيين عانوا من الصراع الأكثر دموية وتدميرا منذ نكبة عام 1948، مضيفا أن الهدف كان تهجير السكان أو تجريدهم من أراضيهم. وأضاف أن “أكثر من 67 ألف شخص قتلوا، معظمهم من النساء والأطفال”، مشيراً إلى المؤسسات المدمرة والبنية التحتية المدنية المدمرة. وأضاف أنه بعد عامين من الصراع، عادت المنطقة “إلى المربع الأول” وأصبح من الواضح أن الاحتلال غير قابل للاستمرار ويشكل وصفة لاستمرار العنف وعدم الاستقرار الإقليمي.
وقال أبو الغيط إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة وضعت مسارا لمعالجة الوضع في غزة، وأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803 أعطى الخطة شرعية دولية. وبينما تستعد الأحزاب الرئيسية للانتقال بسرعة إلى المرحلة التالية، قال إن إسرائيل تبدو غير راغبة في السماح للفلسطينيين بإعادة بناء حياتهم المدمرة.
وأشاد بالمواقف الأوروبية المبدئية التي تدعم قيم العدالة والإنسانية، قائلا إن العامين الماضيين كانا بمثابة اختبار للالتزام العالمي بحقوق الإنسان العالمية. وأضاف أن القضية الفلسطينية اكتسبت تعاطفًا ودعمًا دوليًا جديدًا، حيث رفض الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم الروايات الإسرائيلية التي قبلوها ذات يوم. وقال إن الحركة المتنامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية ستستمر في لعب دور مركزي في إعادة القضية إلى الأجندة العالمية.
وسلط أبو الغيط الضوء على اعتماد إعلان نيويورك بالإجماع في سبتمبر الماضي، والذي قال إنه حدد خارطة طريق مفصلة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وشدد على أن وقف إطلاق النار ليس سوى خطوة أولى، وأن الهدف يجب أن يكون التوصل إلى تسوية سياسية دائمة. ودعا إلى مواصلة الجهود المشتركة من جانب الدول العربية والأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط، قائلا إنه كلما اقتربت إقامة الدولة الفلسطينية من الواقع، أصبحت المنطقة أكثر استقرارا.
كما تناول قضايا إقليمية أوسع نطاقا، محذرا من أن الحرب في السودان تهدد وحدة البلاد وأدت إلى ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع وجود نحو تسعة ملايين نازح داخليا وأكثر من 3.5 مليون لاجئ. ودعا إلى هدنة إنسانية كخطوة أولى نحو تسوية سياسية ورحب بالجهود الإقليمية والأمريكية لوقف القتال. كما أكد على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي السودان ومؤسساته وقواته المسلحة.
وفيما يتعلق بليبيا، رحب أبو الغيط بخارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات، ووصفها بأنها السبيل الوحيد لإنهاء المراحل الانتقالية الطويلة. وقال إن التوقيع الأخير على برنامج تنمية موحد من قبل ممثلي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة كان خطوة إيجابية يمكن أن تدعم تسويات سياسية أوسع نطاقا وإحياء الاستقرار في بلد لا يزال ذا أهمية استراتيجية بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط.
وأشار رئيس المنظمة العربية ومقرها القاهرة إلى المناخ والطاقة والأمن الغذائي والهجرة والتنمية والتطرف باعتبارها من بين التحديات المشتركة التي تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقال إن مثل هذه القضايا تتطلب عملا جماعيا يرتكز على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد مجددا أن الجامعة العربية ستظل شريكا موثوقا به في التعاون العربي الأوروبي، وقال إنه يتطلع إلى الاجتماع الوزاري السادس المقبل والقمة العربية الأوروبية الثانية، وقال إن هذه التجمعات ستساعد في بناء شراكة استراتيجية قادرة على تلبية تطلعات الشعوب عبر البحر الأبيض المتوسط، والحفاظ على المنطقة كمنصة للتبادل الثقافي والاستقرار والرخاء المشترك.
